أحدثت التكنولوجيا ثورة في طريقة حياتنا وأصبحت بمثابة العمود الفقري لمعظم القطاعات من حولنا. هل بإمكانكم تخيُل قطاع البنوك، قطاع الصحة أو قطاع الإعلام بدون التكنولوجيا. اعتقد أننا في أيامنا هذه يمكننا الاستغناء لفترة محددة عن أي من الخدمات الموجودة في منازلنا ماعدا الإنترنت. لا يمكننا تخيل حياتنا بدون الإنترنت أو هواتفنا الذكية. ما صنعته التكنولوجيا لباقي القطاعات (غير التعليم) هو إعطاء الفُرص للقيام بأمور وخدمات لم تكن ممكنة من قبل، لقد حسَّنت العمل ونقلته إلى مستوى أعلى من الاحترافية. بالنظر إلى ما أحدثته التكنولوجيا في القطاعات المتعددة كان دخولها لقطاع التعليم مجرد وقت وكان من المتوقع أن تُحدث نفس التأثير على هذا قطاع
لطالما كُنتُ ضد إرغام المدرسين علي استخدام التكنولوجيا فقط لأن الجميع الان يستخدمها، أو لأنها توجُه رائج ويجب مجاراته، إذا كان هذا السبب لإستخدام التكنولوجيا فإن هذه العملية لن تكون ناجحة. الطريقة التي إتبعتها مع الزملاء المعلمين هي إعطائهم الخيار ومسؤولية أخذ القرار بإستخدام التكنولوجيا أم لا. المعلمون هم محترفون وأصحاب عِلم ودائماً يريدون معرفة وفهم “لماذا” نقوم بهذا العمل؟ كيف ستساعدني التكنولوجيا أنا وطلابي؟ ما الذي ستضيفه التكنولوجيا الى دروسي؟ عندما يختبر المعلمون الإجابات عن هذه الأسئلة ويقتنعوا بها، حينها سيستثمرون كل جهدهم في إدخال التكنولوجيا إلى الصفوف الدراسية، لأنه بكل بساطة هذا هو الهدف الرئيسي لكُل المدرسين وهو إيجاد واستخدام أدوات وإستراتيجيات لتحسين عملية التعلُم عند طلابهم
كمدرسين جميعنا نستخدم “تعلم محوره الطالب” بحيث نضع الطالب في صلب العملية التعليمية. يجب علينا معرفة طلابنا جيداً وعند إقدامنا على وضع خطط للدروس يجب علينا أن نأخذ بعين الأعتبار إحتياجات طلابنا، قدراتهم واهتماماتهم. أعتقد إننا جميعاً نتفق على أن التكنولوجيا تأتي في أولوية إهتمامات أولادنا وطلابنا فهذا يجب أن يدفعنا على إيجاد طُرق لإدخال التكنولوجيا إلى صفوفنا وجذب الطلاب بطريقة فعالة وبذلك نكون قد بدأنا العمل على إحدى أهم التحديات التي تواجهنا مع الطلاب ألا وهي “فقدان الدافعية”. طلابنا غير مهتمين بالحضور والمشاركة في الحصص، لأسبابٍ عدة، هذه الحصص والدروس غير جاذبة ومحفزة لهم. بإستخدام التكنولوجيا في التعليم سنقوم بتحفيز الطلاب عبر إدخالنا إلى الفصول الدراسية بعض الأجهزة والأدوات التي يمضون ساعات في إستخدامها يومياً وهذا سيكون كفيل لإدخال عنصر المرح إلى الفصل ولتشجيعهم على التعلم
دائماً نتكلم عن مهارات القرن الواحد والعشرون وعن أهميتها لِمهن طلابنا المستقبلية. تساعد التكنولوجيا طلابنا اكتساب المهارات الأساسية التي يحتاجونها في المهن المستقبلية كمهارات التقديم والتواصل والإبداع وأيضاً بعض المهارات التِقنية كالترميز والبرمجة
أخيراً أوَد القول بأن التكنولوجيا باقية، هنالك الكثير من القصص عن تجارب ناجحة لإستخدام التكنولوجيا في التعليم وهنالك ايضاً قصص عن تجارب فاشلة. إذا أراد أحدنا مشاركة قصته الشخصية يجب عليه المحاولة أولاً، لذلك أنصح جميع المدرسين والمدرسات باستخدام التكنولوجيا في التعليم بشكل صحيح، وكما أنصحهم بالتواصل مع معلمين أو أخصائين في هذا المجال أو من لديهم تجارب سابقة ويريدون مشاركتها مع الاخرين ومنهم أنا